قال لي خالي أكتب لي قصيدة على لساني وكان بالقرب من منزله دكان عطار يجلس دائما أمامه فقلت على لسانه:-
[♡]}{ التزام }{[♡]
أمام دكان عطار بحومتنا//تمر في العصر أسراب الجميلات.
يبتغن ماشئن ممايستعن به//على أستمالة أصحاب الصبابات.
لي مقعد كل يوم عند مدخله//مهيأ لجلوسي وأطلاعاتي.
أحصي وأفحص من مرت ومن دخلت//مستلهما لفتات أوعبارات.
وكلما شدئت منهن واحدة//عانيت من خلجاتي وارتعاشاتي.
وربما دخلت تبتاع حاجتها//بعض الدميمات أو بعض المسنات.
وكنت معتقدا قولا سمعت به//لا يليق العطر إلا المليحات.
زرعت عيني-رغم المحدقين بنا//بكل تلك الزواياوالمساحات.
فما تمر-هنا-منهن واحدة//إلا وصورتها تبدو بمرآتي.
أسبح الله في آيات صنعته//في أوجه مستهلات وقامات.
حتى أتت من على بالي وفي خلدي//كأنما هي من بعض الفراشات.
أجتازت الدرب نحوي وهي باسمة//فايقظت بعدما أغفت-جراحاتي.
نسيتهن جميعا حينما مرقت//إلي تختال في لطف الغزالات.
تكاد تحظنني بالحب مقلتها//وربما قد أحست بانفعالاتي.
قد انصفت حينما شدت يدي بيد//أحسست منها بدفء دب في ذاتي.
وقبلتين على خدي أشعلتا//في القلب نيران وجدي وأشتياقاتي.
محظوظة واناالمسعود إن رضيت//بأن تكون صديقا من صديقاتي.
قالت:أنا الآن عند الأربعين فهل//مازلت أصبي بحسني والتفاتاتي.
فقلت:إنك تزدادين في نظري//حلاوة-أنت يااحلى الصبيات.
أراك مازلت في العشرين ياأملا//يصبو إليه طموحي واطلاعاتي.
بلا جواز مرور قد مرقت إلى قلبي//وشرنقت في روحي وفي ذاتي.
هذا الشباب الذي تهفو القلوب له//لكم أثار جنوني وأضطراباتي.
وثغرك الحلو ماأشهى موارده//فعنده تنتهي أقصى طموحاتي.
وهذه المقلة الوسنى ونظرتها//كم أثرت في فؤادي من جرحات.
كتمت مابي زمانا ثم بحت به//عسى يلطف بوحي من معاناتي.
لو جئتي وشباب العمر مزدهرا//لكنتي-في العمر من أحلى أهتماماتي.
لكنني ألآن مهزوم أقر بها//ولاأحاول تمثيل البطولات.
بضاعتي جاوزت تاريخ مدتها//فمن سيرغب في تلك البضاعات.
من يشتري سلعة في السوق مدتها//قد أنتهت غير أصحاب الحماقات.
**
علي محمد صالح.. بنغازي-ليبيا.