الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

خالد نادي ....الايام القديمة



لم تعد تلك الأيام هي التي تحتضن ما فينا من آلام وأفراح ، وتروي ظمأنا المتعطش لأرتواء الخير والصفاء ، فلم نريد منها غير الثبات على حقيقتها المرجوة الحاضنة لكل معاني الوفاء والحكمة ، ولكنها لم تعد كما نريد فلقد ذهبت إلى دروب مختلفة فيها يكون الجمال قبح ، ويكون فيها التضحية ضعف ، ويكون فيها الإنسان ليس سوى مال وجاه ، وفيها كل معاني الحياة كأوراق تحترق فتصبح رماد ، ويكون فيها الصمت والدمع هما المرافقان على الدوام لكل من طلب أن يرجع لحقيقته كإنسان ، فالصمت هو الصديق في تلك الفترة العصبية التي يمر بها كل قلب جاهد ليحافظ على صفاء قلبه ، وحاول جاهدا أن يقبض بكل ما أوتي من قوة على دفء قد رافقه في كل حين ، وعلى شعور أصيل يجعله قريبا من كل رفيع ، ملبيا رغبته القديمة في الركون إلى فطرة قد فطرها الخالق الأعظم ، وحباه إياها منذ بدء الخلق ، وقد عاود من جديد ينادي على تلك الأيام القديمة الحافلة بالمعاني العريقة ، والصفات الرفيعة لعلها ترجع إلى سابق عهدها ونعود معها نحكي لها حديثا طويل يجمع بين الحرف والدمع معبران عن وصف ما وددناه يوما ، وتحكي لنا عما سكن في جعبتها من أسرار وأوصاف ، فتلك هي الأيام التي لم نزل نطلبها في كل حين .

# الأيام _ القديمة
# من _ خواطري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق