عابر لهذا الزمن
لبس القتلُ
خُفُّ راقصة
شوارعنا
ساحة للرقص
ضيقة
أحمل راية
الفقر عالياً
ربما حملتها
خطأً
ربما لمحتك
في مقدمة الحراك
أغاني شوارعنا
لم تضق يوماً
كما ضاقت اليوم
رأيت دمي
يئنُّ
يصبغ الحيطان
شرفات المنازل
أتيناك
نبرأ منك
تضفر
من جوعنا
سواعدنا
حبالاً للصواري
أتيناك
صرنا حصاة
رمال الشاطئ
جذوراً للنخيل
تسأل عنا
ما تركناك
خذ دماءنا
صيرهُنّ رافداً إليك
نأتيك ..
زحفاً ...
لا ندعك تموت
أوَ لا تعلم ...
أن المعرفة الأولى
كانت نَبِعْ الإثمْ
عرفت إنك آثم
ازدحم
زمن العهر
المدن الخاوية
الصحراء
لا نبع فيها
صَمتنا
لم تَعُدْ هناك أحلام
هناك حلماً
سيفاً
يُغمد في أعناق
الجيل الساقط
بالأوحال
النائمون ...
مازالوا
يعانقون الأحلام
والنائمُ ...
ما عاد يحسُّ بالنصل
النّابت حد العظام
من همي
بكيتُ
غنيتُ
فجر آت
العابر إلينا في هذا الزمن
طويت النهر ...
عانقت الرياح
تخطيت سور المدينة ...
وتألقت خطاك
عبرت الحدود
وحيداً
صديقاً
لكل المدن
خُطانا لازالت
ترقد ظلاً على الطرقات
نعانق الموت
في غابة النخيل
سنجعل موتنا
علامة
تضيء طريق
الأجيال القادمة
مُدّ يديك
إلى أي فضاءٍ شئت
كل الأغاني
ماتت
حتى الحزينة
السماء عانقت
الصمت الأبدي
كل الساحات
الشوارع
صارت دماً
يبلل أسمالنا
حاصرنا الدم
الرعب
الهلع
تُحلِّقُ الطيور
بعيداً
تُغادر
دفءَ
الأعشاش
وجهك في الأمسيات
الماطرة
دفئ الليالي
الباردة
لمحتك عبر
رذاذ المطر
الستائر مسدله
الشوارع فارغة ...
تَمدُ أعناقها
لألفٍ من العربات
الشرفات المظلمة
كُنت في رأسي
حلماً
في عينيك أبصرتُ
صورتي
وجهي على الماء
يراه الآخرين
ساحلي المُعلن ...
ضيّعتهُ قواربي
والمتبحرون
--------
*
د.المفرجي الحسيني
------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق