الخميس، 11 مايو 2017

هدوء ...يسرا خلف .....الزمن المتهم البريء

الزمن
المتهم البريء الذي نضعه جميعا في قفص الاتهمام.ونوجه له اصابع البنان بكل اخطائنا ومساوئنا ونلفّق له ما يحلو لنا من رذائل.ولا نفكر ان الزمن ما هو الا قاطرة تمشي الهويناء فوق خط مرسوم ومقدر من الله لا يمكن له ان يخرج عن مساره والا أخلّ بميزان الكون وحطّم القوانين الالهية المكتوبة.
يحلو لنا ان نلوم الزمن رغم اننا من نستحقّ اللوم والزّجر والعقاب ....!!!
فمن الطبيعي ان تجد "القاطرة الزمنيه" صواعد وهوابط فوق تضاريس الحياة , ومن الطبيعي جدا لطول المسافة ان تخوض مناخات متعددة , فلا ربيع دائم ولا صيف مستمر ...ومن الطبيعي ان تعصف بها رياح الاحداث والظروف والموت والولادة وتلك امور نعرفها جميعا .بل هي بنود مكتوبة منذ بدايه الرحلة العمريه لنا , بل ومشروطة. وحين خضنا جرعات الولادة كنا نبصم تصريحا واضحا وصريحا بخضوعنا وموافقتنا على تلك الشروط...!!
فما ذنب الزمن إن كنا نحن وقوده انطفأنا !..وأزراره التي تضيء او تطفيء شعلة الغد توقفنا عن العمل ..!!..ما ذنب زماننا اذا كنا نسير بخطى عمياء فلا نستعد لهوابط الدرب..ولا نحمل مظلّة تقينا بَلَلَ الشتاء. لِمَ يَحلُ لنا ان نُعاتب الثلج ولا نعاتبنا لعدم تدثرنا بما يقينا صقيعه ولم نبنِ كوخا نلتجيء اليه حين يهطل...!!..
الزمن متهم بريء من افعالنا وسلوكنا وتشرذمنا وانفلاتنا في فيافي وعرة بعيدا عن مساره الصحيح...بريء من شرودنا الذي سمح للذئب ان يختلي بنا ويمضغنا كما يحلو له.!..الزمن بريء من صُمّنا وبُكمنا وصَمتِنا, وطأطأتنا في دروب الذل والهوان فأصبح راعينا ...جزارنا !!..
الم يأمرنا من خلق الزمان ...ان نعِدّ ونستعد , نعمل ونتوكل...نؤمن ونسلّم ارزاقنا واهلنا واقدارنا لله سبحانه في علاه ...؟.
ألم يرسل الله لنا الرسالة الاولى ..والآية الاولى ..(إقرأ) ليبيّن لنا ان ارتكاز الامم وتقدمها وتطورها..وعلوّها ورقيّها وبقاؤها..ونقاؤها..ونصاعتها..ومجدها عزها..فخرها..شرفها ..كرامتها...وراحتها ...وكل ما خفي علينا موجود حين نفقه ونفهم ؟ ..
....ايها الزمان انت براء من كل التهم الملفقة اليك...وبراء من عبث البشرية..وقد حكم قاض السماء على المدّعين بالذل والهزيمة والشرذمة.....وليعلموا انهم إن استقاموا....واستتووا... فاغفر لهم وكُن طوع بنانهم..!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق