.. صـّبرُ الإقتِــدار .
( الحَلقـةُ الثــالِثــة )
سَفير الحُسين
بعـث الإمــام الحسيــن ابن عمه مسلـم بـن عقـيل ، ليـرى حـقيقـة الأوضـاع فـي الكوفـة ، وليأخـذ منهـم البيعـة لـلإمام ، وليـهيء الأمـور لمقدم الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
غـادر مسلم مكة المكرمـة ليلـة النصف من شهر رمضـان المبارك ليصل الكوفــة فـي الخامـس من شهــر شــوال حيــث استقبلـهُ أهـلهـا بالبهجـــة والتــرحيـب ، وبــادرت جماهيرها لمبايعته كـممثل وسفير للإمـام الحسيــن .
كتب مسلم بن عقيل الـى الإمـام الحسين يخـبره عن استجابـة أهـل الكوفة لطاعتـه وتشـوقهـم لقـدومـه فعزم الإمام الحسين على مـغادرة مـكة باتجاه العـراق ، لأنه لا يريد أن تكـون مكــة ساحـة صِدام مـع الحكم الأموي ، حفاظاً على قداسة الحرم وأمنه ، ولان الامام الحسين يعلـم علم اليقين إن الاموييـن لـن يحترمـوا حرمـة بيـت الله الحـرام وانهم سيعمـدون الى قتـل الامام الحسين (ع) حتـى لو وجـدوه مـتعلقّ باســتار الكعـبة ، ولأن جمهـور العراق أكثر تهيأ للـثورة حسب رسائلهـم وتجاوبهــم مــع سفير الحسين .
وقد استفاد الإمام من فترة وجوده في مكة المكرمة للأتصال بجموع المسلمين القادمين للحج والعمرة . وغادر مكة في اليوم الثاني من شهــر ذي الحجـة سنـة 60 هـ وكان توقيت المغادرة مثيراً لجموع الحجيـج والمسلمــين حيـث كانـوا يتأهبون لأداء مناسك الحج ، فلماذا يُحرَمون من الحج مع الإمام ؟ .
الكوفة :
الحكم الأموي والذي أرعبـه تمـرد الكوفة على سلطتهُ بادر الى عزل والي الكوفة « النعمان بـن بشيـر » لضعفه فـي مـواجهـة التمرد ، وعـين يزيـد بن معـاوية بدلاً مـنه عُبيـدالله بن زيـاد وهـو معـروف بقسوته وغلظته .
وبعد أن استـلم بـن زيـاد ولايـة الكوفــة خطــط بمــكر ودهــاء ، واستخــدم أشـد أساليــب القـمع والأرهـاب للقضـاء عـلى التــمرد المـوالي للإمـام الحسين ، وكانت النتيجـة إلقـاء الـقبض على سفير الحسين مسلم بن عقيل واعدامـه في الثانـي من ذي الحـجة الحرام ، مــع زعـماء آخـرين ، واعــتقال مجمــوعة كبيـرة مـن شخصيــات الكوفـة وزعمائـها ، واعـلان حالة الطوارئ القصوى .
( عـلـي جاسم العامري )
والى الحلقة القادمة
( كــــربـــــلاء )
.
posted from Bloggeroid
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق