الثلاثاء، 25 يوليو 2017

هدوء...د.المفرجي الحسيني ... من ذاكرتي

مـــــــــــن ذاكـــــــــرتي
------------
الناس سكارى ما هم سكارى
أثقلتهم الأحزان يتجولون في الشوارع
يجلسون في الحدائق في البيوت
افكارهم صور شتى مغرقون فيها حدَّ القتل
يتدحرجون في أرديتهم بعمقٍ وصمتٍ
هموم متكورة في القلوب
يبحثون عن نوافذ مازالت غائرة في غيمة الوجدان
عن زهرٍ وعشب نابت في صحراء العقول
أخبرني ظلّي ذات يوم وهو متوهج ساطع كالأطفال
هاتفاً بدون مقدمات الزهر والعشبُ ينبت في كل مكان
في النهر أسماك كبرت كالحيتان
السحاب والغيوم تبرقان كالوميض
يتساقط مطر العشاق
تمتّد أشجار السدر ظلالها كالجبال
تساقط ثمرها بحجمٍ كبير يستطعمه الغرقى من الناس
في كل الأزقة أسماؤها إعلان
تجلس أمي في باب الدار
عباءتها سوداء بحضنها أختي (علياء)
تداعبها تتحدث عن هذه الايام
استشّف من كلامها ولهجتها ما علمتني من حب الناس
دوماً أحمل الرايات البيض أمنحها كل الحياة
مرّت حبيبتي نسمة هواء عطر فواح
سلَّمت على أمي حيتنّي بتحية الغرباء
مع إن لون قميصي تعرفه وحتى الأزرار
بدلالٍ والحمرةُ غطت وجهها :أي الطُرق نسلك للفتح الجبار؟
أي الأبواب نفتح ليسبح ضوء النهار ويُبدد الظلام؟
أثلجني صمتي: اسلُكي طرقاً عبدّها الفقراء
تُرفرف فوقها رايات حب الناس على أشجارها أعشاشٌ
خصبها الإنسان
روحي وطني
الأيدي مرفوعة للسماء
للعشاق الهائمين بحب الناس
*
د.المفرجي الحسيني
من ذاكرتي
العراق/بغداد
25/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق