الأحد، 21 مايو 2017

هدوء ...د.المفرجي الحسيني ...خواطر الملاذ الامن


خواطر الملاذ الآمن
-----------
وطنٌ شاحب
يَطلُّ
من سبع نوافذ
يقف وسط الجسر
مياه النهر
تحاصر ذاكرتي
تتقافز في صدري
رياحُ مُسنّة
المتيبسُ الرابض
اصعد بحزنك العميق
حصى الشاطئُ بين عينك
تتوهج وتذبل
الماء يُرسل رذاذه
قبل أن تنحني عُشبة الفرح
فقدت ماءها بين حبات الحصى
مدن الهجر أغلقت أبوابها
استحال الباب مأذنة
بساتين النخيل
تنحني جذلاً
العصافير النحيلة
تجد لها مخبأً
ملاذاً آمناً
صار الحزن في زمن الحزن
عناقيد
تتدلى كعناقيد التمر
أشجارنا عطشى
الأسلاك والحواجز
تمتد وتمتد
تشطرقلوبنا
يحلمُ أي مسرور
أن العالم خيمة
ثوانٍ وغاب الحلم
جثة وأشلاء
طِفنا كل العالم
كل الأبواب فتحناها
كنا نحمل العطور والعنبر
نخلة الصحراء
غطّي وجوهنا
خبئي عورات المهزومين
أبناؤك
الموتى الأحياء
الموتى الغرقى
في الوحل
آوينا
نحرسك عندما تنامين
مدّي ظلك
متروكون بلا أجنحة
زمن الشكوى
يصهل فيه الموت
موتٌ مأهول
خوفٌ معتوه
انتصبي
في قلب الموت
انتفضي
أنظرُ إلى المرآة
مسحتُ بمنديلي العرق
ليس لي وجه
كان لي
صنعهُ لي أصدقائي
من أجل رغيف
أكلتُ كل الأرغفة
ودخنت النارجيلة
مع القادة والأغنياء
كنت معهم
يلبسون أغطية الرأس
يهشّون الحشرات
--------

*
د.المفرجي الحسيني
خواطر الملاذ الآمن
19/ 5/ 2017
العراق/ بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق