بكاء الغريب والفقير
يبكي الغريب
غربتهِ
غايتهِ
الدمع الغريب
يحملُ أحزاناً
يصرخ بالموت
من فرط الألم
جائع
رث الثياب
اكتئبَ فؤادي
جوفه عواء
رُدَّ عن الأبواب
مضى خالي اليدين
يأكل التراب
ويرتوي بالسراب
كسرة
خبزٍ للكلابِ
انهال عليها بنَهَمٍ
لو إنه كلب
لما عاتب اللئام
انسابت
دموعه غزيرة
قلبه قطعتهُ
الأحزان
ولّى بخطىً
متثاقلة
من غير أهلٍ وأصدقاء
رفيق دربه
الطيف والسراب
نم على العشب
جانب جذع نظير
استيقظ على نور الفجر
اغسل عينيك
بالطل من الزهور
كان اسمي
السوادُ الخيرُ والعطاء
غداً
«جذوع نخلٍ خاوية»
أقبية
دهاليز مظلمة
أعمدة مشانق
صلبان المسيح محطمة
أعمدة نور بلا نور
أرغفة خبز ملوثة
عُدْتُ
أعرف
بالمراثي
نزيف قلبي
تناثره الرياح
بكيتهُ
أطعمته ألحاني
ظللْتُ أحلم
من كهوف
الصمت والخنوع
متى يصبح الحلم حقيقة؟
يا ليتني أكشف المجهول!
من الليالي المظلمة
أُصلي
أحرقُ دموعي شموعاً
أملي
أحلامي
تَمِدُّ بي النهاريات والليالي
تلهثُ نواظري
على الطرقات
أستجدي الغيب
ليفجُر الغضب
وتتشابك أيدي
الأحباب يداً بيد
هل من طريق
أو متاهة في الأُفُق؟
أبصرها
تعبت أحلامنا
ما لبسنا سوى الرمال الحارقة
ويفرّخ الجراد في حقولنا
وتنمو الريح في بيوتنا
رضينا بالمستحيل
حفرنا قبورنا
ما ... انكسرنا
بالعصف
أكفاناً بيارقنا
رايتُنا
لكنّي أبصر الفجر
آتٍ ... آتٍ
حطّ مع النوارس عند
مشارف الظلمات
طوى الفقراء تحت جناحيه
ولُملِموا في منتزه
الأحزان
انطلقوا بين اليابسة والسماء
أيقنوا إنك واحدٌ منهم
الراحلون والآتون
الحاضرون نسجوا الشبهات
وعُدّت خطراً عليهم
صاحوا
قف
أفِقْ
ما لكَ والفقراء
فاضت من حولك
ينظرون في حدقات العيون
هواءٌ متخثر
يستنشقون
اقتربت قلوبهم منك
صرت في حدقات العيون
-------------
*
د.المفرجي الحسيني
21/5/2017
بكاء الغريب والفقير
بغداد ــ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق