الأربعاء، 17 مايو 2017

هدوء ...د.المفرجي الحسيني ...شاعر البيداء



شاعـــــــــــــــر البيـــــــــــــــــداء
------------
ذات ليل
جمعت أوراق شعري
فرقتها دون وجل
هجرت القبيلة.
ركضت أشعاري
أمامي وراء العشب والماء
صرت صوتاً
ترقص
الأرض الجرباء حوله
عرس بدوي
عرس للشمس.
لم أشرب في العرس
سوى خمر الذهول
غسلت بالخمر
بحر الصحراء
لم أُطرب بشعري
غير حزن البيوت
قلبي هتف
انهض
تناثر شعرك على الماء
غادرت القبيلة بعد عناء؟
ناديت
من يستطع أن يخرجني من غمدي
بلادكم متآمرة مع اللئام
يقتل خلفاؤها الأنبياء
يُصلب أبناؤها ليل نهار
قتلتني قبل ذاك
أحب بلادي
.أبصرتُ
ما لم يبصره غيري
حاورته وحاورني
من الذي حولني
ضحكة
حزن وبكاء.
من الذي أدمى الشجرة بفأسٍ
حول الغصن بيتاً للفقراء
لازلت أمضي قُدماً
أفتح باباً في الليل وألف نافذة للحوار
بيدائي
لا تقتليني
أرسم على شواطئك
بحراً
من رمالك نبتت الكلمة
منذ آلاف السنين.
سحقوني بالعذاب
شنقوني بحبل الألم وكلمةٍ
دسّوني جمرة في جريش الثلج
وتفرقوا
دمُنا مجاناً
يسفك للغارقين في النوم وأحلام العصافير
أطفالنا تنزف دماً
تنقب التاريخ
وتبقى مهاجرة
جروح الشمس
تمشي أنجماً في السماء
السماء
لا لغة لها
الكون يمدنا بالأسماء الدامية
أسطورة مفتوحة الأبواب
كوننا
أصبح مملوء بالخيبة والخذلان
قلب
تشرد في كل مكان
راكضاً في الليل
من يعطيني دماً لأعصابي
أمشي على الأحزان
الآلام
والعشب والأشجار
نوافذ تنقل صوتي
بدء بنهاري وانتهاء بموتي آخر النهار
اكتشفت في سفري أن الرصاص يَقتل
كان مخبئاً في كتب القتال
أحمل اغتيالي وقتلي
لا أدري
المرة القادمة
لن أفتح كتاباً
لن أقرأ في هذه اللغة البخار

لا أقرأ
لا أفتح رسالة
فيها موتي واغتيالي
يقول الوالي في إحدى الرسائل
الذي يتوضأ بالدم
سجونه ودهاليزه لا تخلو من طفل وشاب
مُتيم بعشق البلاد
لازلت أحبك يا بلاد.
مهما طال هروبي في صحراء آلامي واحتجازي.
يطاردني الليل والوحشة القاتلة
ارتديت ثوب الغرابة
والدهشة
أصبحت
شوكاً في أحداقهم ونار
قاومت الاحتضار.
لم أمت
لغتي
صرخة في الليل
في الصحراء
مرسوم أنا في ضوء القمر
شربتُ ضوء القمر.
تاريخي رماد
وتراثي دمٌ مسكوب
تلال من الأجداث
من أعطى هذا القتل.
والدم
يركض كالنهر في كل مكان
السجون عناوين بلا عنوان
عندما فتح الأصحاب زنزانتي
جدوني قتيلاً مقطوع اليسار
وضعوا على صدري وردة
في اليسار تفاحة خضراء.
عندما نهضت
. لم تبقَ سوى التفاحة الخضراء.
هل يأتي الورد مع الأصحاب؟
في الفجر
صهرت الشمس
آخر تمثال من الشمع
صاغوا لنا تاريخاً
من الكذب والخداع.
واعدّوا لنا السجن
والنعش
وحبل الإعدام
إلى متى يظل الشوك ثابتاً على نحري.
ويدعوني للفناء
الى متى أقول الشعر
والسيف مسنون في حلقي
صحراء بدون ماء.
أنادي الفقراء.
أخوة الأرض والبحر والسماء
هاتوا الفناء
نحوّل الصحراء حفلاً
نبقى معاً
نهر الصحراء يقرأ
الدم تاريخ مُعبّد
-------------------

*
د.المفرجي الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق