الخميس، 20 يوليو 2017

هدوء ...علي الخفاجي ....وليد الحرب

(( ولــيـــد الــحــرب ))

كانت السماء مظلمة. نجوم لامعة. و الشقوق بين تلك الطرق مرعبة. وكأنَ شيء بـدء يخرج منها !! و برق في السماءِ مخيف. رأيتُ ذلك الباب المغلق بالقفول كثيرة يفتح بسهولة على يد امرأة عجوز اخرجت كل النساء و الاطفال من ذلك الباب الصغير الذي يقع خلف الملجأ. و قسماً قد خرج من تلك النوافذ الزجاجية الضيقة. كانت هناك عاصفة قوية في الخارج حيث اضعوا الكثير. من الاطفال. و فجأة اصطدمنا بشيء كبير. كنا خائفين كثيراً و لا نعرف ما هذا الشيء ؟؟
كان الطريق شديد الظلام حيث لا نرى شيء غير الاشعاع المتلون في افاق السماء. اشتدة العاصفة اكثر فأكثر.. ... اختبئنا في احدى الزوايا من الطرق المدينة. قررنا البقاء في هذا المكان حتى ينجلي ذلك الظلام الشديد ،،
فجأة استيقظنا على اصوات غريبة. سمعتُ هذه الاصوات لأول مرة. جاء احد الرجال يقول و هو
يجري سريعاً نحونا.. لقد بدأت الحرب. .لقد بدأت الحرب. ...
اصبحت الفوضى تعم في كل ارجاء المدينة.
هبطت احد المروحيات على شوارعِ المدنية.. ..
اعتقد الجميع
ان هذه المروحية ستنقذهم مما هم فيه ...
رأيتُ جنود مقنعين.. ينزلون من تلك المروحية
يحملون بين ايدهم اسلاحةً فتاكة. .
قاموا جميع سكان المدينة بالرجوع للخلف..
أصبح المقنعون يطلقون النار ..
كان سلاح غريب ذو اشعاع احمر اللون
كانوا متقدمين بالتطور. ..
قتلوا العديد و العديد. .
من البرياء(( الرجال. . نساء. . اطفال ))
اصبحت الشوارع تملئها الدماء
بهيئة بقع حمراء. ....
و كأنَ الطرق تعبدت بهذا اللون... .
احصل كل هذا ؟ ؟ ؟ ؟
ثم جاءت عربة كبيرة قامت بنقل المصابين و الجرحا الى اقرب المستشفيات للمدينة. .
كانت عائلتي من بين هؤلاء الجرحا.. أبي قد التحق الى السلك العسكري قبل فترة طويلة من بدء الحرب.
كنا ننتظر منهُ الرسائل. ..
لكن لم تصل أيُ رسالة منهُ بعد قيام الحرب. . .
اخبرنا احد الجنود المصابين في المستشفى. قال أنهُ يعرف أني ! أخبر أمي ان أبي قد مات اثناء هجوم العدو ، على احد تلك المعسكرات . كان قد أنضم أبي لتلك المعسكرات التي احترقت بمدافع و غارات الحرب التي أشنها العدو ،، هكذا قد مات أبي حرقاً.. ...
بعد سماع أمي كل القصة التي اخبرها ذلك الجندي عن أبي . بكت شديداً و صرخت حتى عم صراخها بكل ارجاء الردهة الجراحيه. ..
و بثواني قليله كانت أمي على وشك الولادة.. .
و بعدها ولدتُ (أنا ) اثناء الولادة قد توفت أمي ،
افتحت عيناي و لم أجد سوى الدمار و الفوضى و الحرمان ..لم ارى أمي و لا حتى أبي.. .
ولدتُ اثناء الحروب و بين اصوات المدافع و غارات الحربية و النيران المشتعلة في معظم البلاد و انحاء العالم. ...........
هكذا. بــــدأت حياة وليد الحرب يتيماً ... ..&&&

بقلمي /الكاتب علي شريف الخفاجي /
19/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق