الأحد، 28 أغسطس 2016

وليد ع .العايش ...مزاد علني


( مزادٌ علنيّ )

منذُ أنْ حضَر الغياب
في تلكَ الليلة الماطرة
الوحلُ يُعلِنُ مقتلَ القدمين
والسكونُ يرحلُ
عن سماءٍ لا تكترث
إلاّ بدويَّ رعدٍ يتيم
الرحلةُ مازالت
تُعانِدُ ألحانَ القدر
والنايُ تعزِفُ لحنَ الحياة
على ضِفافِ أنهارِ وتر
منذُ أنْ حضرَ الغياب
كنتُ في ذلكَ الكوخ
بصحبةِ بعض الحطب
نارُ المساء تكتسي ثوباً
منْ ظُلمةِ العِنادِ الطويلة
منذُ أنْ حضرَ الغياب
كُنّا سوياً على شفاهِ
كوخِنا المهجور
منْ زمنِ التتر
يوماً ما سأطرح روحي
في المزادِ العلنيّ
أحتسي قبلَ ذلكَ
فُنجانَ قَهوتي الأخير
رُبّما تكون على قارعةِ ثغري
كَسْرَةُ خُبْزٍ
ودِبسٌ أسود
اَخلعُ الحِذاءَ منْ رأسي
أوجَعَهُ اِنتعالُ حذاءٍ أحمقْ
يمتطي حصاناً
مِنَ الجهلِ العتيد
تتقهقرُ منْ ثورةِ جسدي
كلمةٌ أخيرة سكرى ... كانت وقتذاكَ
اِجتاحتْ ثنايا وريقاتِ خافقي
ذاتَ ليلة لا تعرِفُ الرحمة
يتجمّهَرُ المُزاوِدونَ
على ضفافِ بُحيرةِ المزادِ العلنيّ
تلتهبُ الريحُ المُرسلة
منْ سماءٍ عتيقة
قروشاً فقطْ
لا تفِ بِذاكَ القابع
على رأسِ المزاد
آخر المزاودين يُحاولُ الفرار
صرختُ
( تعالَ ... تعالَ ... سأدفعُ لكَ ما تشاء )
يومَها أعلنتُ وفاتي
وقبلَ ذاكَ أعلنتُ وفاةَ كُلَّ البَشر
_
وليد.ع.العايش
25 / 8 / 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق