الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

قصي العلي ....غاية العجب

غاية العجب

قفي على مفرق الأرواح وانتحبي
جرّي ذيول هواك الآن وانسحبي
ردي مدادك لا حبراً لك بدمي
واطوي حروفك لن تحيا بها كتبي
خذي جمالك وانسي كلّ باصرةٍ
قد غرّها الزيف في وهمٍ وفي حجب
ما أنت إلا سراب الماء في عطشي
مللت عمري وساقي الماء في لعب
آن الأوان لقيدٍ حزّ في عنقي
أن تكسريه بفأس الكره والكذب
هل تعجبين و قلب الحرّ مختنقٌ
أن يستغيث بسمٍّ منك منسكب
لا تعجبي فدماء العشق فاسدةٌ
قد أفسدتها سنون الطيش والغضب
هاتي سمومك واسقي كل أوردتي
وأشعلي نَفَسَي و استهلكي حطبي
واذري رمادا على الأرواح تخنقها
ما الحب إلا عناق النار والخشب
أهكذا الحب يا بياعة الزمن
حربٌ صراخٌ فراقٌ دونما سبب
سبعٌ عجافٌ ونار الصبر تحرقني
ما أطفأتها جبال الثلج في عصبي
إن كنت نوراً فيا ربّاه خذ بصري
أو كنت ماءً فهيا غادري سحبي
لما الذهول و في عينيك لي ولدٌ
قتلتِ نبضهُ في تيهٍ و في طرب
ماذا فعلت بطفلي حين ساكنها
وعاش فيها وحيداً شبه مغترب
كم من سؤالٍ لهُ قد قضّ مضجعها
أين الغرام و أين الحبّ... أين أبي
كم صرخةً في بحار الموت أطلقها
لم تسمعيه فبحر الحقد ذو لجب
لم تسأليه ونار العين تلفحه
كيف الحياة على جمرٍ على لهب
أمضى سنينه يقتات الهوى ألماً
ويشرب الحزن أكواباً من العتب
قسّمتِ موته أجزاءً يصيرُ بها
أعمىً أصماً قبيح الروح ذا ندب
واليوم جئت بعيد الموت جاثيةً
تبكين أماً.. فهذا غاية العجب

قصي العلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق