الثلاثاء، 11 يوليو 2017

هدوء ...د .المفرجي الحسيني ...احلى واشهى عذاب

أحـــــلى و أشــــهى عـــــذاب
-------------------
أصدقائي الطيبين
الفجر آتٍ
الفجر ما طلَّ على قعرٍ خواء
اللاهثون فوق الأرض
كم قبور من هذه الأجداث
آه... يا فجر بلادي...
حنين النبع ماء زلال
يأتيكَ.. عاصف
محموم كالأُوار
كقيء في جوف سقيم
عاث فوق التمر وطراً
دوداً
ثم عاف...
بعد أرز القدر الكفاف
مات الزهرو الأعشاب
مات النخل
كل الأهل ماتوا
لعمري هذه أمة تهذي بلا عقل
عذابها طال
جال بها البغاة عبر السنين والأزمان
قتلوا هجّروا
أهلها النجباء الفقراء
تحت سوط الجلاد
بقوا عمّروا البلاد
يحمل قلب بلا هوية
ضاقت به الدنيا ترك البلاد
رجع البغاة اللئام
يخدمهم
استباحوا البلاد
الفقراء أغراب
غربتي بلا نسب
جُلت محملاً بأثقالٍ
بسورة الحنين
أنفاس القلق
كل ما احترق هشيم بداخلي
ركضت في المدينة
القرى القفار
في مجاهل الضباب الأليمة
حملت رايتي
عبرت بها عالم مزيف القيم
شبعت بلادنا حزناً بكاء و شقاءً
أسكتوا
أناشيدكم اليومية الجوفاء بلا حياء
أعطوا الارض لمالكها
ليشرع في الغناء وأنشودة الإنسان
قفوا أيها الأحباب
لم يبق لدينا إلا خيمة في العراء
لا جدوى يقتلنا الوقوف
تميتنا الدمعة ولطم الخدود
أيها القادم إلينا ترّجل
ساحة قتال وحشي لئيم
عرّج على تلك الركام والأنقاض إنها لبشر
جثث بلا رؤوس وأقدام
أَغروب في غروب
استكنت
مت
ميتة على شارع
في صندوق
صبر
سنعود
سنثور
مواعيد قتلي
ألغيت كل المواعيد
صرت احتضار لهم
للموت
عانقني
جراح أحمد وحسن
حين آتوا
سأغير
كل التضاريس في عهدكم
قاطعوني
كمموا فمي
سربلوني بالحديد
رفعت صوتي ويداي عالياً
جردوني من سيفي في غمده
حاصروني بالخيول
عند اقتراب لحظة الموت
كنت قتيل على الرصيف
يسخرون مني ويضحكون
يغرقون بضحكات القتيل على الرصيف
ما استفاق السلاطين
اليوم يأتي السقوط
على رصيف الشارع الآخر
شهيد وشهيد
أم مكبلة اليدين معقودة اللسان
تمسح التراب عن وجه الشهيد
كل العقود تحمل
الأحزان فوق أهدابها البيضاء
تحمل في جبينها
تواريخ الحزن وأغنية الأسلاف
كمقبرة في الظلام
تزحف بجسدها
النحيل في جسد المستحيل
توزع نار
المحبة والأصدقاء
تمحو تقاويم
عصر المرابين
تكتب عصر النقاء
من أين يجيء الحزن إلينا
تصير في عينيك الأكفان مصبوغة بالدم؟
تنعتق
زهر عشب ثمر بري
جياد نافرة تخّب الأرض
ترقص فوق حبال الهمّ
قومي نرقص في الخلاء
الموسيقى عالية ولحن الموت
ينادي مبحوح الصوت
تزفر ضَجتَهُ في أضلاعنا
هل تحمل السيقان
لرقصة الموت الزؤام؟
سمائي بيت للطيور المهاجرة
من بعيد وللعصافير
مملوءة بالغناء والأناشيد
تكونت من رغوة الشمس
من رماد النيران
تجسدت تواريخ زماني
المرعب الموغل بشتى عصور الدم
الموت تجسد
الزوابع
صار اسمي قمر
نجم قطبي
كلمة من بركان
في جفن كتاب السفر الراكض في جوف المحيط
مطر يضحك ليل نهار
في بحور العالم لي صديق وصديق
سماء البحر جنون
كاتبني البحر
انتهيت إليه
صرنا صديقين
غبنا
تهنا
اغتربنا معاً
حتى أن جوادي مات عند حافة النهر
هماً وألماً وقهراً
جاء جند السلطان اقتادوني
أيها البحر اكتب
من كتفيك ريش الكتابة
ماؤك مداد للكلام
العشق
عشق الفقراء
ثورة توحدت
بدون حواجز أو تل تراب
قبل الانعتاق
والبوح بالأسرار
انصدع
إنهار الجدار
لم يرحموني
لم ينتظروا
أتوا
أخذوني
مثل مرة ومرات
كنتِ معي دوماً
عشقك يرطب قلبي
مثل وجهي
كيف أحيا غريب
أنا في أحلى وأشهى عذاب
*
د.المفرجي الحسيني
العراق/بغداد
احلى واشهى عذاب
9/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق