في لحظة الموت شيءٌ للوطن
أسيرُ وحيداً
ما أتعس هذا الزمان !
مسرع الخطى
مَطرٌ ينّثُ
يزداد المطر
أُحاول الاحتماء
لا مكان يؤويني
--------------
لا تجد بلاداً
تبقى هائماً
العمر تعدى الخمسين
ما زلت ترسم
بالكلمات
حدوداً وجغرافيا
تخترق الحواجز
تعيش الكلمات
تُهز القلق
الفوضى
الضوضاء
الحزن والاحباط
تتوهم
تضبط دفقات
الخوف
عند بوابة الحدود
وضابط الجوازات
تصغر دائرةَ
الوطن
حد الاختناق
وتحبو الروح
في ركن
منَ النفس
مظلم
----------
ها أنا يا صديقي
معك
في كل شيء
كل مكان
في البلاد البعيدة
تظلل روحي الذكريات
ضباب كثيف
وشمس خجول
يطل من بين الغمام
تقفز من بين الأسوار
روحي
كنص أصيل
وتقول
هنا
ولِدتُ
وعشت
تحت ظل النخيل
كم غفوت هنا
بين المروج
وقطفت
أعبق الورود
كنت
أجري مع النسيم
وأسيرُ مع الجدول
إلى دوحة
الشباب
كلما فتحت عينيَّ
أُطلُّ من نافذة الحياة
تشرئّب
عيون الفجر
تُحملقُ في شمسٍ
تغفو فوق جفوني
الناعسات
------------
أُرسلُ
من بعيد
مع ريح الصبا
قبلة
يا أحلى مكان
أُشم رائحة النخل
التراب
يندس من بين أضلعي
أضمُّ عليه صدري
وأنا على البعد
يا قريتي
على القرب
أرادوا
أن يسحبوا منّي
عشقي
ومواليّ
لكن نظل
نتبادل العشق
نحلم
نغفو
مع القصب
على صخرة الجبل
وأظل مُشتعلاً
أنحت اسمك
حتى يستحيل
الحلم
حقيقة
----------
في لحظةٍ
أعلنتُ موتنا
تذكرت كل شيء
لم أكن
من يلطخ
لوحة جميلة
اقتناها القلب
لم أكن
فوضوياً
أتذكر
العطرُ والمساء
اليوم
يباح لي
ذرف الدموع
في لحظة الموت
رأيتك
جبلاً من الخطايا
أبكي
لأني لم أكتشف طفولتي
أبكي
لأنك
من أماتني
... وأبكاني
--------------------
*
د.المفرجي الحسيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق