الأحد، 30 أكتوبر 2016

هيثم المسعودي ....جنائز القدر

جنائزُ القدرِ..

غيمةٌ تتحشرجُ بالدمع
والسماءُ تَعوي كثكلى
السمومُ
تعدو مسرعةً
حتفَ ثنايانا تلدُ العُهر
وجهُ الصبحِ
مُشرئبٌ بالوجعِ
الحرفُ نزيفٌ خالدٌ
يهطلُ مِن بين اناملِنا المٌ
الرعدُ والبرقُ نزيفٌ كاذبٌ
حملٌ كاذبٌ
جنائزُ الاقدارِ
يزفُها الغيمُ..
مرصوصةٌ مؤصدةٌ
مَن يُعِرني لحظةَ شوقٍ
أتمرى بها لحظةَ خوفٍ
ينسابُ مِن بين اصابعي
سحبُ الهجيعِ المظني
والقمرُ يرتلُ ايات الوداعِ
مَن يحملُني مِن ارصفتي
في لحظةِ الفراغِ القاتلِ
مَن يُعِرني تذكرةً
الى العالمِ الاخرِ
اطالعُ بها وجهي لحظةَ حبٍ
معصوبُ العينينِ غَدي
معطوبُ الذاكرةِ امسي
جسدي هتكَتْهُ ادواتُ التعذيبِ
عصا الفوضى
وقضبانُ الترهيبِ
والوطنُ المنهَكُ القوى
يدعوني لصلبِ جسدي مرةً اخرى
وانا قدْ حلقْتُ بعيدا
ونسيتُ طينَتي
انّي مِن هذا الطينِ
ونسيتُ انَّ نَعشي
نخلةٌ او رصاصٌ فارغٌ
نهرانِ يحبسُهما الجوعُ
يتسولُ على ضفتِهما
القصبُ وعاشقانِ فاشلانِ
يتبادلانِ القبلَ الرعناء
الأشجارُ اسلمُ سعفتَها
لدودٍ يحفرُ قبرَها فيها
ويقبرُها قبرٌ
سوادٌ قدْ كانَ يبرقا
الشيبُ نبشَ رأسَه نبشا
لنْ اكفرَ ابدا وأقولُ
قدْ افلَ زمنُكَ ياوطني
الوطني سقيمٌ جداا
مَن يُعِرني حرفا يشبهُ روحي
وانا الحرفُ بروحي يشربُني شُربا
النازحونَ فوقَ جسدِه
قدْ ماتوا
دفنَتْهم حسرةُ الرجوعِ القاتلِ
والراقصونَ فوقَ نعوشِهم
يحتفلونَ بنصرِهم الارعنِ
ومرةً يحتفلونَ بجوعِ الشعبِ القادمِ..
ملعونٌ مَن لا يشتمُ مَن جاءوا
ملعونٌ مَنْ لا يشتمُ مَن رحلوا
ملعونٌ مَن لا يبصقُ بوجهٍ
معمى يلبسُ عمامتَه مِن جلدِ الفقراءِ
يلبسُ بدلتَه مِن قهرِ الايتامِ
مِن اينَ جئتُم يا اولادَ الارصفةِ
حتى تحيلوا شوارعَنا ارصفتُنا
تعجُّ بالفوضى ورائحةِ الموتِ
هيثم المسعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق