إِلَيْكَ عَنِّي...
وَدَعَ المَلَامَةَ وَالعِتَابَ وَالتَّجَنِّيَ.
قَدْ كُنْتُ مِنْكَ وَكُنْتُ مِنِّي.
فَمَا أَبْعَدُكَ اليَوْمَ....
اليَوْمَ عَنِّي.
أَنَا فِي مُدُنِ الخَيَالِ اِبْنَيْ مُدُنِي.
أَبْحَرَ بقواف ماقالها أَنَسُ وَلِأَجْنِيَ.
وَأَنْتَ وَاقِفٌ عَلَى أَعْتَابِ مَدِينَتِي
تَرْتَجِي لَوْ ضَمَمْتُكَ إِلَى وَطَنِيٍّ...
أَذْهَبُ مَعَ الرِّيحِ.. سَئِمَتْ حُبُّكَ.
اِذْهَبْ مَعَ الرِّيحِ كَرِهْتَ حَبَّكَ.
اِذْهَبْ أَذْهَبَ أَذْهَبَ..
وأياك آنْ تَأْتِي معتذرا.
لَمْ يُخْبِرُونِي عَنْكَ أَنَا قَدْ رئيتك بِأُمِّ عَيْنِي..
أَتَذْبَحُ وَرِيدًا كَانَ بشتهيك مَوْتٌ وَتُمُنِّيَ.
وَتُقْتَلُ ضِحْكَةُ استئصلتها لَكَ مِنْ رُوحِي.
وَزَرَعْتُهَا عَلَى شَفَتَيْكَ وُرِّدَا يُغَنِّي..
إِلَيْكَ عَنِّي..
صَارَ رَفْضُكَ قَاطِعًا.
فَمِنْ ذَا الذي يعيد خَنْجَرٌ آلِيٌّ الوتن.
وَمِنْ الَّذِي يُعِيدُ شَقِيًّا عَابَثَا إِلَى سُفُنٍ.
أُنْظِرَ ماكان مِنْكَ وماكان مُنَى.
اِشْتَرَيْتُكَ بِعُمْرِي.
وَبِعْتَنِي اواه ماابخسه مِنْ ثَمَنٍ.
اِشْتَرَيْتُكَ خُلُودًا. حَتَّى أَنَّي قُلْتُ لِصَحْبِي
لَوْ سَبَقَتْهُ للموت ادفنوه
قُرْبِي أَنَّي اِشْتَهَى حَدِيثُهُ أَنَّي.
أُنْظِرَ ماكان مِنْكَ وماكان مُنَى.
أَنْتِ لَمْ تُمَارِسِي مَعَي الافن وَاحِدًا وَأَيُّ فِنِّي.
رُسُومٌ مُتَحَرِّكَةٌ وَتُغَنَّى.
أَنْتَ لَمْ تَكُنْ مَعَي أَلَا شَاهِدَ اِحْتِضَارِي الأَخِيرِ
يُنْتَظَرُ مَتَى يَقُومُوا بِدَفْنِي.
أَنْتَ لَمْ تَكُنْ مَعَي
أَلَا ذَخِيرَتِي الحَيَّةُ
اطلقها صَوْبَ جُنُودِي وَأَمِّنِي.
وَأَنَا لَمْ أَكُنْ مَعَكَ إِلَّا سَلْوَى وَشَهْدًا وَمِنِّي.
إِلَيْكَ عَنِّي..
وَنَظَرَ لِي مِنْ بَعِيدٍ.
كَيْفَ أُرَاقِصُ الأَوْجَاعَ طَرَّبَا
وَكُلُّ الأَحْزَانِ أَلْبَسُهَا لَحِنَا وَأُغَنِّي.
فَلَا تَحْسُبْ أَنَّكِ كَسَرْتِ كَأْسِي.
وَبُعْدُكَ سَوْفَ أَنَامُ نَادَمَ وَأَصْحُو عَلَى يئسي..
أَنَا مَنْ كَتَبَتْ عَلَى كَفِّ يَدِي
لَوْ اِخْتَلَتْ عَقَارِبُ السَّاعَةِ
أُعِدَّتْ تنضيمها لَزَمَّنِي.
وَآنْ لَوَتْ الأَقْدَارُ كَفَّ يَدَيْ
أَبَدًا من الحُبَّ لن تستطيع ان تحرمني ..
هيثم المسعودي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق