الأحد، 30 أكتوبر 2016

هيثم المسعودي .....نجم وفارس وغيوم


نَجمٌ وَفارِسٌ وَغُيوم

دَهرٌ يَركُلُ حَسدهُ المَهموم
تُبَعثِرُهُ أغنِيةٌ
وَيَصطادُهُ شُعرٌ بِقَلمٍ مَحموم
قِطارٌ مَجنون
نَهرٌ مَجنون
وَالقَصائِدُ تَسعى إلى الجُنون
يَحسَبونَ الشّعرَ فَنٌّ
هُوَ كَذلِكَ لَكِنّهُ فنّ مَسموم
يَقِفونَ على خاطِري
حُرّاسٌ مِنْ نار
وَالبَحرُ هادىءٌ هَذهِ المَرّة
والقاعُ غَضِبَ مِثلُ الإعصارِ
لا تَثريبَ عَليكُم اليَومَ
إحمِلوا جَنائِزِكم وَصَلّوا
وأدعوا بارِئِكُم أن يُنزّلَ علَيكم
طَبقٍ مِنَ الأمطارِ

وسادَ صَمتٌ
صَمتُ بِعرضِ السّماواتِ والأرضِ
دَخلَتْ مَلكوتي
فَصبّتْ بِأذآني ألآفَ الأصواتِ
يَحسَبونَ أنّ الحُبّ خَلاصٌ
هُوَ كَذلِكَ لَكِنَهُ خلاصٌ مَعدوم

يَحالُ بَيننا ولا نَتّفِق
كأنّ بَيننا ألفٌ مِنَ الوُشاةِ والأشرار
نارٌ وَثَلجٌ بَيننا
فَمنْ يَصُبّ على شَفَتَيّ غَريمهُ
قُبلةُ الأعذارِ
وَيَنهي هَذِهِ التَنهُدات

زِيادةٌ في الخِطابِ
صَبَبْتُ الماءَ على الأسحارِ
وَغَرِقتُ ونادَيتُ
هَلُمّي مَعي
نَقطِفُ الضَحِكاتَ مِنْ فَمِ الأيامِ
لكِنّ الأمرَ قَدْ فات
بَعدُ أكثر مِنْ حُزنٍ
لَملَمنا ضَياعَ الحَنين
وَألبَسناهُ رِداءَ العاشِقين
وَناديناه....يا وَجلَ الخَوفِ
والخَوفُ أنين
يا تَعبَ الحُبّ
والخُبّ حَزين...
إقرأوا مِنْ ضَياعيَ الكَثير
شَفَتايَ أصبَحتْ حَرير
وَجَسَدي نَسيجُ العَنكَبوت
فإقرأوا عَنْ وَلَهي بِها
كَأنّ حُبّها رَوعةً لِهذهِ الحَياة

على مَهلٍ وِسادةُ النّارِ وِسادَتي
وقُبلةُ الوَردِ هِيَ قُبلَتي
وَمِنْ بَينِ كُلّ النّساء أنتِ حَبيبَتي
فلا تُعرِضي
بينَ أضلُعي الحَنينَ
صارَ مِثلُ لُغمٍ يَلعَبُ بِهِ طِفلٌ
فلا تُعرِضي
دَيجوري نَوافِذُ المٰستَحيل
والمُستَحيلُ بِعَينَيكِ أعلَمُهٰ قَليلُ

كانَتْ أغنِيتُنا تَرقُصُ
صَيفاً وَشُتاء
إلا أنّها تَوَقَفتْ
بَعدَما داهَمها هَذا المَوتُ بُكُلّ غباءٍ
وَاليَومَ ما اليَوم
قَدْ أضَعتُ إسمَ اليَوم
وَكَرِهتُ كُلّ غِناء

يَشتاقُ الخَيطُ الأبيَضُ
لِرؤيَةِ وَجهِكِ وَاَنتِ مَعي
يَشتاقُ اللّيلُ كُلَ اللّيل
لِرؤيَةِ يَداكِ
وَأنتِ عاكِفَةٌ في جَسَدي
يَشتاقُ الحُبّ كُلّ الحُبّ
لِرؤيَةِ حَناياكِ
فأمانةً أن تَحمِلي دَمي
بِشَفَتَيكِ وَردةً أو قُبلةً مَقتولَةً بِسُمِ الوَداعِ

هيثم المسعودي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق