الأحد، 30 أكتوبر 2016

هيثم المسعودي....ألف الرحيل


أزِفَ الرّحيل....

أَكرِمي رَحيلي بِالوَداع
وقَطِّعي أَنفاسيَ بِلا إِمتِناع
إليكِ جِراحيَ بَلسميها بِملحٍ ونار
إِليكِ روحي خلصيها من هذا الاحتضار

وإذني لي بَعدَ ذلِكَ بِالرّحيل
وإعتِقي أَسرِيَ إِني أَسير
إِني أسيرُ نَحوَ مَشارِفِ المَوت
فهيِئي لي الحنوطَ والتابوت
وضعي على جُثماني رَحيلي
باقَةً مِن عِطرِكِ مِثلَ الوردِ
هائِمٌ علو وَجهي وَسْطَ الهَجير
أبحثُ عن لُقاكِ عَلّي أَصيرُ
طَيراً بعدَ سَجنِهِ يَطير
أَبحَثُ عن أَنسامِكِ عبرَ الأثير
لَعلّي أَحظى بِرمقٍ فَقيد
أجِدُهُ يَبْحَثُ عَنّي
أَهِبُ لَهُ عُمرِيَ وَيَقتُلُني

آهٍ مِن ناموسِ العُشّاق
تضطّرِبُ قَوانينُهُ عَكسا
تَتَّزِنُ أقدارُهُ طَردا
ما أَذِنتْ لي بِالرّحيل
عِقدةُ أَنفاسي وَقالَتْ مُستَحيلٌ
أن تَرحَلْ عنِي إِلى الأَبَدْ
أو تَقتَرِبْ أكثَرْ مِن هذا الحَدّ
إِبقى حيثُ تَكون
قاتِلٌ وقَتيل
بَقيتُ ساكِناً بِلا حَراك
لا رَحيلُ ولا فُراق
لا لِقاءُ ولا عِناق
أَحبَبْتُكَ صَمتاً حتّى قَتَلَني الصَّمتُ جَهراً
ما راعَ فِيَ ذِمّةٌ ولا أَخلاق
أَزِفَ الرّحيلُ
دَقَّتْ ساعَةِ الوَداع
بِلا وَداعٍ
بِلا عِناق
بِلا لِقاءٍ
تَكَسّرت الآهاتُ في صَدري
وَشَظاياها قد طَرَّزتْ نَعشي
وَبَقيتُ وَحدي
رَجل جَريح
مَطعونٌ بينَ الكَتِفين
يَصرُخُ وَيَصيحُ
قَبِّليني حَبيبَتي قَبلَ الرَّحيل
إِني مَجبورٌ فيكِ إًني ذَبيح
مِنَ الشِريانِ إِلى الشّريان
أَصرُخُ وأَصيح
قَبّليني وإِنفيني مِن هَذا الكَون
يا بَلسَمَ جَرحيَ صرت أين
ضُمِّيني بَينَ الرّمشَينِ يا أحلى عين
وإمنَحيني وِسامَ الحُبِّ بَدلَ الدين.

هيثم المسعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق