الجمعة، 24 مارس 2017

هدوء .....د . وليد العايش ....من انا ياابت


( مَنْ أنا يا أبتِ )
-----------
مَنْ أنا يا أبتِ
يسألني رفيقي ... ورفيقتي
في باحة مدرستي
القديمة ... ذات الأرجل الأربعة
بحثت في كتبي
كتبي كلها ... يا أبتِ
وبين ماكانَ يكتبهُ مُعلّمي
على لوحِنا المقهور ...
في دُرْجِ راحلتي
ذي الساعدِ المكسور
تبعثرتُ بينَ حُصياتِ الباحةِ السمراء
ومازالتْ رحلةُ التفتيشِ قائمةً
جوابي تلعثمَ على شفتي
كيفَ أُجيبُ مَنْ جاءَ يسألني
رفيقي يُلّحُ عليَّ بالسؤال
هربتُ ذاتَ مرّةْ ... كما هربَ المُحال
قُلتُ علَّهُ ينسى ...
أعطيتهُ بِضعَ قروشٍ
تلكَ التي أعطتني إياها أُمّي
ذاكَ الصباح المُمتلئ
بحباتِ المطر ...
وعَبَقِ رائحةِ الرصاصْ
بعدَ أنْ رحلَ الزهر ...
كانَ دربي طويلاً صوبَ مدرستي
والوحلُ يعانقُ حذائي الأسودَ المعتوه ...
أخْذَ القروشَ وابتَسمْ
أشاحتْ رفيقتي عني
رُبّما حزِنتْ من قروشي الرماديّة الألوان ...
قلتُ لمُعلّمي خِلسةَ :
( مَنْ أنا ) ...
نظرَ إليَّ بجانبِ جُفنهِ المدفون في حُفرةْ ...
ثُمَّ ابتسمْ ...
بكيتُ كثيراً ... يا أبتِ
وشاركتني شُجيرةُ سرّوٍ صغيرةْ
حفلةَ بُكائي الأخيرةْ
سمعتُ أنينها على جسدي
ترتعشُ كما أُنثى على طاولةِ المخاض
عُدّتُ خائباً منْ رحلةِ التفتيشْ
ودمعتي الحمراء ... تُعانقني
كتبتُ على لوحيَّ الخشبيِّ
بأنِّي أنا ... هو أنا ...
فقُلْ لي أنتَ يا أبتِ
عنْ حسبي ... وعنْ نسبي
فليسَ إلاّكَ يا أبتِ
يعرِفُ مَنْ أنا ...
فأخبرني قبلَ أنْ يفرَّ الفجرُ
ويأخُذّ جوابكَ معهُ
فلنْ أعودَ لمدرستي
بعدَ اليومَ يا أبتِ ...
إلاَّ والجوابُ في جيبي المخروقِ منْ زمنٍ
عنْ حسبي ... وعنْ نسبي ...
----------

وليد.ع.العايش
20/3/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق