الخميس، 23 مارس 2017

هدوء ....عبد الزهرة خالد ...مسابقة الام


الى أمي في عيد الأم
-------------
لحظةُ انطلاقة صفارة الحكم
من خطِ البدايةِ
تبدأ بالسطرِ الأولِ
في ميادين الورقِ
هيا ٠٠ أسرعوا ٠٠
الى الأمِ أنطلقوا٠٠
هرولتُ ٠٠ركضتُ
لم تعينني رجلاي
أنا شيخٌ كبيرٌ
أعاني من صداقةِ الأمراضِ
أسرعتُ
لقد سمعتُ أنَّ أمي
هناك٠٠ هناك ٠٠٠
واقفة خلف الغيوم
أختزلتْ المدى
تشطبُ الأفقَ لتقرّبَ الأعوامَ
أمامي أم في شراييني
هي أمي أعرفها جيداً
رغم أنَّ الموتَ احتواها قبل ظلي
يا أمي٠٠
أبتلعني صوتُ الريح رغم عني
أمي ٠٠
يريدون عيداً لكل الأمهاتِ
ما علموا٠٠
أنتِ القمرُ
تتمخضين في كل ليلةِ هلالاً
بولادةِ نبضٍ جديدٍ
وأعلنتُ لصحبتي
نصفي باتَ فارغاً
متى يكفي فيضُ ذكراكِ
لتستمر عنكِ كتاباتي
أنتِ ضميرُ كل حيٍّ وللحاضرِ وللغائبِ
دعيني أحملُ على ظهري
حقيبةً من عباراتٍ ضائعةٍ
كي تعينني على الفوزِ
في مضمار الكتاباتِ
أنتِ ٠٠ يا أنتِ
أمي ٠٠فاتنة الشعر والحنان
يا صديقة زمان العمر وساعاتي وتأريخي وميلادي
يا شريكة مكاني ورحلاتي وهوياتي
يا قائدتي في عاطفتي وإحساسي
يا كل سعدي ونعيمي٠٠
يا نفحة الحياة وعقدة نبضي
يا سيقان سنبلاتي ونسيم الغفوات٠٠
يا ٠٠حضن الدفء وعش الأمانِ
ياعاصمة العشق في قلبي
يا أول حرف حب تكور له لساني
يوم أبحث بشفتي عن تغذيتي وسدَّ الرمقاتِ
يا أشد همزة وحروف التأنيث والتأثيث
يا أول الهمس في ثنايا المشيمة
يا أول ضجة لحوافر الأرض على ضياء القمر
ليشع النور في قلوب المحبين
يا أم الناس
بأي ميزان ترتقي على سلمك القباب
أي لحن يعتلي ترانيم الوداد
أية قافية تنشد ، قد يعجز حتى ( الجواهري )
في نطق التمجيد والثناء٠٠
آه٠٠ لو كنتِ معي
لأخيركِ على تقبيل
جبين النساء المعفر بزرقة السماء٠٠
دعوني٠٠
فعندي الكثير
لا عيب في ثرثرة قصيدتي
هي لها٠٠ لأمي
لا حبيب بعدها
ولا خلٍ٠٠
منْ يرسل لي
بطاقة حديث القلم بمداد الحسرة
يشكو بقائي هنا
خذيني
الى أينما
تكونين
في حلكِ الليالي
خذيني
لعلي أرد الجميلَ
بدمعةٍ تملئ أنهار الدواوين
أو خذي كل ما عندي
من محبةٍ
بعدكِ لا يليق لي
أن أقبل الحب والحنين٠٠

عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٠-٣-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق